نائب كيفه لمرابط ولد الطالب الأمين يدعو للرقي بالخطاب السياسي بعيداً عن مستنقع التنابز القبلي و الشرائحي

نائب كيفه لمرابط ولد الطالب الأمين يدعو للرقي بالخطاب السياسي بعيداً عن مستنقع التنابز القبلي و الشرائحي
لقد حان الوقت أن نرتقي بخطابنا السياسي والاجتماعي فوق مستنقع التنابز الشرائحي والقبلي، ذلك الخطاب الذي يغذّي العصبيات الضيّقة، ولا يجلب لوطننا سوى الضعف والتفرقة ومزيدًا من التخلف والجهل.
لقد أنعم الله علينا بالإسلام، وجعل منه رابطة جامعة تتخطى حدود القبيلة والعرق والجنس، وأرشدنا إلى قيم الأخوّة الصادقة، والمساواة العادلة، والأخلاق الرفيعة التي ينبغي أن تكون أساس تعاملنا وعلاقاتنا.
لكن ما نشاهده اليوم من مسلكيات وخطابات كراهية، مشحونة بالنبرة العنصرية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح يهدد قيم مجتمعنا الموريتاني الأصيلة، ويهدد أمنه ووحدته واستقراره. إن ترك هذا الفضاء بلا وعي ولا ضوابط يحوّله إلى معول هدم يفتت اللحمة الاجتماعية ويزرع بذور التفرقة. لذا فإن مسؤوليتنا جميعًا، أفرادًا ونخبًا ومؤسسات، أن نقف بحزم أمام هذا الخطاب المسموم، وأن نبادر إلى نشر الوعي والكلمة الطيبة التي تجمع ولا تفرق.
وعلى السياسي أن يعي دوره المحوري في ترشيد الخطاب، فيوجّه أنصاره نحو القيم الجامعة، وينأى بهم عن كل ما يعيد إنتاج العقلية الجاهلية البغيضة، ويجعل من رسالته منبرًا لترسيخ الوعي بأهمية الوحدة الوطنية ومكانتها في حاضر البلاد ومستقبلها.
وكما أن المسؤولية ملقاة على عاتق السياسيين، فإنها لا تقل شأنًا بالنسبة للنخبة المثقفة ورجال الدين وأعيان المجتمع؛ فهم مطالبون بالتصدي لهذه الخطابات الهابطة، واستثمار ما لهم من مكانة وتأثير ديني واجتماعي لترسيخ روح التماسك والتعايش، وتحصين المجتمع من دعوات الانقسام والتشرذم.
إن وحدتنا الوطنية هي أعزّ ما نملك، وهي الضمانة الأكيدة للاستقرار والأمن، وبوابة التنمية الشاملة. فإذا فرّطنا فيها فرّطنا في وطننا ومستقبلنا، وإذا حافظنا عليها استطعنا أن نبني موريتانيا متماسكة قوية تسع جميع أبنائها بعدل وإنصاف.
النائب البرلماني عن مقاطعة كيفه
لمرابط الطالب ألمين