الأخبار

كيفه / رسالة من الأستاذ محمد عبد الرحمن ولد محمد عالي إلى وزير التهذيب

Www.kiffamedia.com

من ميدان العمل ومن بين الركام سأكتب لمعاليكم سطورا قليلة ليس الهدف منها تعكير مزاجكم، ولا تسعى للتشويش على خطكم، وليست للتزلف والتكسب، ولا يراد منها التودد والتقرب، وإنما أرادت تشخيصا دقيقا لمكمن الداء، ليَسْهُلَ بذلك تقديم الدواء..

لا يخفى عليكم -سيدي الوزير- ما للمدرس من دور بارز، فإليه أسندت التربية، وعليه ترتكز أسس التنمية، فالمدرس مُنْطَلَقُ كل إصلاح جاد، وعليه يُعَوِّلُ العاكف والباد…لذا من غير المقبول أن يظل مُمْتَهِنُ التدريس سيد المهمشين، وإمام المستضعفين البائسين، يُحبس عند طرق الأبواب، ولا يُشَفَّع إن شَفَع في الأصحاب، منبوذ في الإدارة، مرمي في مكبات للقذارة!

نُبِذَ بالعراء وهو سقيم، وأُرسل إلى مئة تلميذ أو يزيدون، حشروا في زنزانات ضيقة الأبعاد أشبه بالقبور منها إلى الدور، عُدَّةُ المدرس فيها مساطر متكسرة ،وطباشير رديئة مزورة، ينادي بصوت مبحوح فترمقه العيون ويبدأ بالكتابة على سبورة متقعرة فيسود الصمت ويبدأ الدرس عن “مبدأ السكون”

لا يُحتاج في الشرح لكثير عناء فالسكون والجمود هما دأب وزارته الوصية، وهو مفهوم أو مُتَفَهَّمٌ على عكس “مبدأ الحركة” الذي يتلقاه التلاميذ في قابل الأعوام وربما هو سر “حركيتهم” حين يمنعون من التسجيل في الجامعة.. نعود إلى المدرس -بشقيه- وإلى إهتماماته فهو لا يريد- كما الآخرون- زيادات كبيرة في عامين، ولا مؤسسات بطابقين، إنما يريد فصولا مقبولة وسبورات معقولة ورفعا لمعنويات مهدورة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى